top of page

جرة ذهب - الحلقة السابعة والأربعون

صورة الكاتب: undefined

انتهزت أول فرصة وأسرعت إلى حيان وقلت له أن يخفي مديته وقبل رحيلي رأيت على طرف بنطاله آثار دماء، ارتعبت وقلت له:

- أخفِ آثار الدم أيها الأحمق سيكتشفون أمرك سريعا.

تأكدت أنه القاتل وعدت مسرعًا لأناولهم القهوة، وهذا كل ما استطعت أن أفعله، احتسيا القهوة وخرجا معا ورافقهما المسلحان وأربعة من الجنود المرافقين لشكيب، ووقفا بجانب صخرة وطلبا من الجميع التجمع، وبدأ الكل بالتوافد باستثناء الكعب وفاطمة، وأصر شكيب على حضور الكعب ونيروز، وطلب ذلك في حزم وتغاضى عن حضور فاطمة وكأنها فوق الشبهات، إلا أنه أصر على حضور كل مرافقيها، ووصل الكعب ممتعضا ومستاء وبرفقته نيروز وبدا أنها كانت نائمة، ولم ترفع نظرها عن حيان الذي لم يرفع ناظريه عنها أيضًا وأغاظني ذلك كثيرا وتمنيت أن يُكتشف أمره ويُقتل، ومن بعيد جلست فاطمة تراقب ما يدور بفضول.

الكلُّ كانَ مُندهشًا، مرَّتْ دقائق من الصمت والجميع يتساءل عن سرِّ هذا التجمع الغامض، ولم يخفِ جمال الدين ارتباكه عن الجميع، أمَّا الكعب فكان مُغتاظا لأنه لم يحظَ بمعاملة خاصة، وحيان يجول بعينيه بين رباب ونيروز، ولم يبذل جهدا لإخفاء آثار الدم التي علقت على بنطاله.

وحين أنهى كاظم جولته بين الخيام اقترب من شكيب وهمس في أذنه عدة كلمات، وعلى الفور سأل عن ساكن الخيمة ذات السِّتْر الأخضر، والخيمة التي تجاورها، والتي خلفها، والخيام الخمس المقابلة، وكانت الأولى لأحمد الكبير والثانية لنعمة، والثالثة لجوهر، والبقية لي وللمؤن، فاصطحبانا معا وذهبا وكانت خيم المؤن الأقرب إلينا، إلا أن جودت الذي يعرفها جيدا طلب أن يتم تفتيش الخيم الأخرى، وكأنه على يقين بأن خيمي بريئة من هذه الجريمة.

كانت البداية بنعمة، وسألاه أين ينام وأشار إليهما ورافقاه وسارا إلى مكان نومه، وفتشا أمتعته القليلة وتفقداه بحثا عن آثار دماء، وكان اليوزباشي دقيق في تفتيشه، ووجدا الكثير من الطعام الذي نهبه، ولم يلتفت أحدهما إلى قربة الماء وما تخفيه من ذهب، وانتقلا إلى خيمة جوهر ووجدا فيها صرة ملآنة بالخبز والتمر والزيتون، العربي الحقير كان -أيضا- يسرق الطعام ويخفيه، لم يكترث الاثنان بما اكتشفاه بل ألقياه على الأرض، وأخذ اليوزباشي يتلمس التراب ويفتش عن آثار حفر جديدة، كان واضحا أن هناك آثارا تقودهم إلى هذه الخيام تحديدًا، وانتقلا إلى خيمة أحمد الكبير، لم يستغرق التفتيش لحظات، كل ما احتاجاه هو أن يرفعا البساط الذي ينام عليه، ليريا آثار الدماء، ويكتشفا الخنجر وبالقرب منه مسدس يعقوب.

آثار الدماء كانت كافية لتثبت عليه الجرم، وتهللت وجوهم فرحا أمام اندهاش المسكين واستغرابه الذي ينفي علاقته بما وجدوا، وأمسك به اثنان من الغربان وقاداه إلى الساحة الواسعة حيث الحشد الكبير، وطلبا منه الركوع أمام الجميع حتى أنهم لم يخبروه بتهمته، وأخرج شكيب مسدسه وأطلق النار على رأسه أمامنا جميعا، وتراشقت أجزاء من دماغه وأصابت بعضنا.

سقط الملط مغشيًا عليه، ورباب أشاحت بوجهها، ونعناعة دخلت في حالة البكاء الهستيري فأخذها الكعب وابتعد، وكان ممتعضًا بطريقة لا تليق بسفاح، وكان العرب أكثر امتعاضا، وربما استاء الكعب لأنه أراد أن يذبحه بنفسه، أمَّا حيان فقد اشتد به الغضب مما ينفي تلفيقه هذه التهمة لأحمد الكبير، وتلك هي المرة الثانية التي أرى فيها رصاصا يطلق على رأس أحدهم، وكانت الأولى عندما قتلوا العربي صاحب مقولة (يا ولد السقيطة).

انصرف الجميع وكأن شيئا لم يحدث، وانشغل العرب بحمل الجثة وساعدهم حيان وحفروا له قبرا، وما كنتُ لأتأثر لموت عربي، فأسرعت لأعد القهوة للمرة الثالثة لعائلة الباشوات، ورفض سالم مساعدتي، وحملتُ القهوة وفكرت أنه ربما يتوجب عليّ أن أعزيهم في مصابهم، وأهنأهم على الأخذ بالثأر من بريء مسكين لا علاقة له بقتل يعقوب، احتسوا القهوة وتحيروا فيما يجب أن يفعلوا بجثة قريبهم، ودار بينهم حديث طويل استمتعت إلى بعضه:

جودت:

- يجب أن نعيده إلى سلوكيا.

شكيب:

هذا مستحيل في ظل هذه الظروف.

جودت:

- لن أسامح نفسي إن دُفن بعيدا عن البلاد.

شكيب:

- صدقني، أريد له ذلك أيضا ولكن لا خيار أمامنا.

جودت:

- إذًا لننتظر قدوم الباشا ليقرر.

شكيب:

- لا نعرف متى سيصل، اليوم، غدا، وربما بعد أسبوع.

وبعدما تجادل الاثنان تنازل جودت عن مطلبه في نقل جثة يعقوب إلى مسقط رأسه واقترح أن يتم دفنه في القدس بجوار الأقصى، وسيكون في هذا عزاء لوالدته، وكان شكيب ميالاً لهذا الرأي، وهنا تدخل الدليل كاظم وكان واضحا أنه ليس أكثر من صديق للاثنين، وربما مجرد ضابط، وحذرهم من مخاطر العودة إلى غرب النهر ويبدو أن ما قاله قد أثر فيهما.

أعددتُ قهوتهم واستمعت إليهم، ولم يشعروا بوجودي، واأسفاه! لم يحتاجوا إلى رأيي ولو فعلوا لاقترحت أن يتركوه للكعب يأكل قلبه وبدمائه يدهن عضوه ليساعده على الانتصاب، وهكذا ستكون جثة الخنزير ذو منفعة لأحدهم على الأقل.

رضخ جودت أفندي واتفقا على أن يدفنوه شرق النهر وبعد جولة تفقدية لم يجدا مكانًا مناسبًا بالقرب من المخيم وقررا أن يكون في أحد الجبال المطلة على المخيم حتى لا يتأثر قبره بعوامل الطبيعة مع مرور الزمن، وذهب الدليل للبحث عن المكان المناسب وعدتُ لإعداد القهوة للمرة العاشرة...وحينما عدتُ كان واضحًا أن الأبلهين يتجادلان حول طقوس دفن صاحب الدم المهدور، وعندما عزما على غُسله وتكفينه فزعت وارتعشت وتقززت؛ فمن في هذه القافلة غير الخادم الخارق عزيز أفندي سيكلف بهذه المهمة القذرة! وما أعرفه في هذا الشأن لا يتعدى دقائق تلصصت فيها على غُسل خالتي دولت لعنة الله عليها، لقد أقسمت في هذا الثلاثاء السعيد أن أتبول عليه إذا كلفوني بهذه المهمة ولو كلفني ذلك قتلي.

شعرت بشىء من الراحة حين أرسلني جودت لأستدعي الكعب لمشورته في الأمر فأسرعت الخطى لأتملص من الفضولين الذين يسعون لمعرفة السبب وراء إعدام أحمد الكبير، مددت رأسي داخل خيمة الكعب في وقاحة وشاهدت ما لا يليق بهذا السفاح قاسي القلب؛ كان يحضن نيروز ويمسد على شعرها ويبدو أنها غفت في أحضانه، وآثار الدموع مازالت على وجنتيها، وحينما رآني أُطل برأسي أشار إليَّ ألا أتكلم، وفي هدوء نقلها للفراش وخرج، وكان -كغيره- بحاجة لمن يثرثر معه وحينما بادرني قائلاً:

- أرأيت ما فعله اليوزباشي أزرق العينين؟

نبرة صوته وملامحه أوحت إلي أنه لا يعرف شيئًا عن مقتل يعقوب، مما برَّأه أمامي من شرف قتله واستأت كثيرا؛ للحظة ظننتُ خلالها أنه قتله دفاعًا عن شرفي وشرف نيروز، اللعنة عليه! هذا الحقير لا يجيد إلا قتل المساكين. قلت له:

- ملوك الـ "قاقا باقا" ستعاقب من يتطاول على سيدي الشيخ طبرق.

سره قولي وسألني:

- ما الأخبار يا عزيز؟

فأجبته:

- جودت أفندي يريدك.

هزَّ رأسه مستهزئًا, وقال:

- وماذا يريد كلباشا؟

وتعمدت أن أتأكد من علاقته بالجريمة، فقلت:

- لقد سمعت ولست متأكدا مما سمعت أنهم بحاجة إليك لتغسل أقدام يعقوب.

فهز رأسه واعتقد أنهم يسخرون منه وقال:

- ويعقوب هل شاركهم السخرية؟

- لا يا سيدي يعقوب لم ينطق بكلمة واحدة منذ قتله.

يبدو أن الكلمة الأخيرة أربكت أذنه، فقال:

- ماذا قلت؟

أجبته:

- يعقوب لم يسخر منك يا سيدي.

فقال:

- وأين كان حينما تم جمعنا قبل ساعتين.

فقلت مُستغبيًا:

- كان ميتا يا سيدي.

وهنا انتفض وأمسك كتفي وأخذ يهزني ويقول:

- لا تثر جنوني يا عزيز، ماذا تقصد بقولك مات.

وهنا أجبته مُتخابثًا:

- ملوك الـ"قاقا باقا" قتلته يا سيدي لأنه تطاول على سيدي الشيخ طبرق.

وبظهر يده صفعني على وجهي ليزيل أي أثر للشك في أن هذا الحقير القذر نال الشرف بقتله، وقال:

- بماذا تهذي أيها الأبله؟!

وأجبته:

- أحدهم قتله لهذا مات.

تفاجأ حقًا ولم يصطنع المفاجأة وسألني:

- مَنْ قتله يا عزيز؟

هذا المسخ يسألني عن القاتل وكنتُ أود أن أخبره أن يسال العفاريت الذي تظاهر بوجودها وتوج نفسه عليها ملكا، ولكني تعمدتُ الحمق:

- قتله القاتل يا سيدي.

واندهش مرة أخرى حينما أخبرته بصلة القرابة التي تربط جودت ويعقوب وشكيب، وهنا شعر ألا جدوى من الحديث معي، وأسرع إليهم وتبعته، عزاهم وعاتبهم لأنهم لم يخبروه ليساعدهم في البحث عن القاتل، وحين استشاروه في الغُسل والتكفين لم يرقْ له أن يتورط في هذه المهمة وقال:

- رحمة الله على يعقوب لقد مات أثناء قيامه بواجبه وهو شهيد يدفن كما هو لا يُغسَّل ولا يُكفن، ودماؤه الزكية ستفوح برائحة المسك، ومثواه سيكون الجنة.

أنهى الشيخ خطابه الديني المؤثر وسبحان الله قد تحول آكل أكباد البشر وقلوبهم إلى داعية يقف على أبواب الجنة ليمِيز الخبيث من الطيب! وأجمعوا الرأي على قوله، وهنا قرر شكيب وجودت أن يبلغا فاطمة بموت يعقوب لتودعه قبل دفنه، وأرسلوني لأبلغها بضرورة حضورها، وهي فرصة قد تمكنني من دخول خيمتها الملكية، وربما حالفني الحظ ورأيت شيئا من جسدها، فمما سمعته: إنها تصير حورية عارية داخل خيمتها، وهنا توجب عليَّ التسلل حتى لا يعترض طريقي الملط أو غيره، وعزمتُ اقتحام خيمتها متظاهرا بالبله وإن كانت عارية وغضبت لوقاحتي سأرميها بالكلمة التي تدغدغ عواطفي كلما نطقت بها: "مات يعقوب، يعقوب مات"، يا إلهي! كم أستمتع بلفظها! ومن المؤكد أن الصدمة ستمتص غضبها وتنسيها أنها تقف أمامي عارية بجسدها الساحر الذي أثار جنوني بوصف الملط له في كل مرة بالرغم من استمتاعه بوصف جسد حيان، وقبل اقترابي من خيمة فاطمة باغتني الزنجي وأمسك عنقي وبطحني على الأرض وإثر صراخي هرع الملط ليفلتني من يديه، وسألني عما أفعله بالقرب من خيمة فاطمة فأخبرته بأن شكيب أرسلني لأستدعيها لاجتماع هام فقهقه بأعلى صوته وقال:

- في المرة القادمة لا تتسلل تعال إليَّ مباشرة إن رغبتَ في رؤيتها عارية.

حاولتُ التخلص من التهمة، وما كان الملط ليقتنع، هذا المخنث يفهمني جيدا، عدت أدراجي خائبا وأخبرت شكيب بأنهم طردوني قبل وصولي خيمتها، وذهب بنفسه وما هي إلا بضعة دقائق حتى حضرت الغجرية وفُجعت لسماع الخبر وذرفت عليه بعض الدموع، لم يخف عليَّ أنها دموع مبللة بالفرح، ألقت عليه نظرة الوداع الأخيرة وتركتنا.

لففنا القتيل بأحد الأغطية وحملنا الخنزير وسرنا خارج حدود المخيم، ودفناه إلى جوار تلة قريبة، وغربت الشمس وغادرنا يعقوب إلى غير رجعة، وحرصت أن أرسم خارطة دقيقة لقبره في ذاكرتي حتى عودتي لإخراج الذهب، وعندها سأحرص على أن أعرج على قبره لأبول عليه، وسأعلن عن مكافأة كبيرة لمن يحضر أكبر عدد من الأشخاص ليبولوا على قبره النجس.

ساعات مرت بعد دفن يعقوب وانطلقت الغجرية وبغالها المحملة إلى جهة مجهولة هذه الفاطمة لا يبدو أن لديها وقتا لتهدره على الحِداد.

وانقضى الثلاثاء السعيد وأشرقت شمس الأربعاء وغادرنا شكيب ومرافقيه بعد دفن يعقوب وقتل العربي عقابا على جرم لم يقترفه، وتركا بصحبتنا غرابين مسلحين، كان الأمس جميلا راودتني الكثير من الأحلام السعيدة، وصحوتُ مفعمًا بالحيوية، وسالم لم يكن بمزاج ليجاريني في طقوس القهوة والعرش، وغضضت الطرف عن ممارستها هذا اليوم وذهبت لإحضار العلف لنجمة وأنتهي من هذه المهمة.

على باب الخيمة تصنم غراب مسلح وبالقرب منه آخر جالس في استراحة، اعترض طريقي ولم يسمح لي بالاقتراب وفي محاولة لإنارة عقله بأني عزيز أفندي يُسمح لي ما لا يسمح لغيري به كدت أفقد أسناني، وعلمت أن الأمور ما عادت كسابق عهدها، وعدت إلى مكاني الأول، الأجواء متوترة ولا رغبة لأحد في تناول الطعام، والكل يبحث عن السجائر، تلاشت الابتسامات، وكان يوما ثقيلا مملا قاتلا، لم تخرج نعناعة من خيمتها، ولا يرغب أحد في شيء حتى شريكي الكعب لم يكن على عادته، لم يخفَ عليَّ أن سكان مملكتي يعيشون أجواء الصدمة للطريقة التي قتل بها أحمد الكبير -رحمة الله عليه- والأصح أن كل منهم مذنب بطريقة ما وشعر بأن الرصاصة التي فجرت رأس الشايب كادت تصيب رأسه، أو أنها ستصيب رأسه يومًا ما.

وتساءلت ماذا كان سيحدث لهم لو شاهدوا الذبح والرقص وأكل القلوب وارتشاف الدماء، هل كانوا سيتخشبون كالفتى إيليا؟ أيعقل أنِّي أشجع منهم جميعا ولا أدرك حقيقة نفسي؟! اللعنة عليهم! لا أحد يريد الحديث لا أحد قادم إلى عرشي حتى سالم غادرني وانزوى، وطلبني جودت وأعددتُ قهوته وصرفني أيضًا بعدما أوصاني أن أهتم جيدًا بالغرابين ويبدو أنهما لن يفارقانا قريبًا.

لم أجد ما أفعله سوى البحث عن قاتل يعقوب وبعد أن برَّأت الكعب وجدت أن كل الشبهات تدور حول حيان، فقد أقسم أن يجعل يعقوب يدفع الثمن، حيان رجل شهم، ولابد أنه قد قتله انتقاما لما فعله معي، ذهبت إليه وبدون تمهيد أو مقدمات وجهت إليه التهمة ووبخته على إهماله في ترك آثار جريمته على مرأى من الجميع فاستاء من اتهامي له وقال:

- يسعدني قتل هذا المجرم ولكني لم أقتله، وهل تعتقد أنى لو فعلتها كنت سألفق التهمة لأحد المساكين؟

أحزنني جدا ما قال، كنت آمل أن يكون قاتله انتقامًا لي، ولكن هذا الحقير لم يكلِّف نفسه عناءَ قتله، وأكاد أجزم أن أحمد الكبير بريء من التهمة ومع هذا سألته:

- لماذا تعتقد أن العربي بريء من قتله؟

فأجاب:

- أحمد الشايب لا يقوى على ذبح دجاجة.

ضحكت وقلت:

- لو رأيته كيف ذبح البعير لغيرت رأيك.

ثم سألته عن آثار الدماء التي رأيتها بالأمس، فرفع بنطاله وأشار إلى جرح في قدمه من أثر السلسلة، وتيقنت بأنه لم يفعلها حقًا، وبرَّأته من الجريمة وأيقنت أن جمال الدين هو القاتل.

<<<<<<<نهاية الحلقة 47>>>>>>>




٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


© 2023 by JarretDahab

bottom of page