top of page
  • صورة الكاتب

جرة ذهب /المقدمة

تاريخ التحديث: ٢٨ يوليو ٢٠١٨

(((كنت على يقين بأنه سيتم قتلنا جميعا مع آخر جَرّة ذهب نقوم بدفنها، ولم أكن لأتوقع أن الشيخ سيملُّ ذبح الحمير ويبدأ ذبح البشر !!!

في البداية اعتقدت أني الوحيد الذي يخطط لسرقة الذهب وذهلت حينما اكتشفت أن هدف الجميع سرقة الذهب ثم البحث عن طرق للنجاة...)))

بعد مئة عام تكشف حفيدة عزيز حقي عن أسرار قصة القافلة العثمانية، التي زرعت الموت والذهب في جبال فلسطين والأردن ووديانهما. عشرات القوافل اجتمعت بمرج ابن عامر لتتحد في أكبر قافلة ذهبٍ عرفها التاريخ، انطلقت تحت حراسة مشددة وكانت وجهتها بيروت ومنها إلى حلب... وبعد غروب الشمس استولى على القافلة اليوزباشي يعقوب بدعم من أفراد التشكيلات الخاصة، وبدأت رحلة الهرب والاختباء بين الجبال... كانت أوامر الباشا ليعقوب أن يتخلص من الضباط الذين يشك في ولائهم، وأن يتم إخفاء القافلة مدة أسبوع بين الجبال وانتظار الأوامر قبل بدء تنفيذ خطة الطوارئ وعبور نهر الأردن، ومن بيروت انطلق جودت ليتولى قيادة القافلة يرافقه الشيخ طبرق.

(((كان لقاؤنا الأول بجودت وفرسه نجمة يوم ثلاثاء أسود، لم يتوقف فيه عن شتم أمهات رجاله وأخواتهم)))

كانت تقتضي خطة الطوارئ الاختباء نهارًا، والتحرك ليلاً بلا هدف أو اتجاه؛ غربًا، جنوبًا أو شمالاً حتى يستحيل على مَنْ يسعى لرصد القافلة أن يكتشف وجهتها النهائية إلى الشرق ونهر الأردن...لقد كان جودت يرغب في الإسراع بدفن الذهب، ويحرص على ألا تُدفن كمية كبيرة في مكان واحد؛ للتقليل من الخسارة في حال انكشاف أحد مواقع الدفن؛ وكانت مهمة الشيخ تحديدها.

(((الثلاثاء الأسود كان ذلك اليوم الذي رأيت فيه الشيخ القبيح للمرة الأولى...أمرنا بحفر حفرة كبيرة ودفن الجنود والعرب والخدم الذين لقوا مصرعهم، وأصرَّ على جرّ حمار ميت ليزين القبر الجماعي، حينها أيقنتُ أن قباحة نفسه تفوق قباحة شكله، وشغلني البحث أيامًا عن سر العلاقة التي تربطه بالفتاة الحسناء التي شاركته الخيمة)))

الضابط كاظم كان دليل القافلة، وكان بارعًا في تمويه إخفاء الأثر وإبقاء القافلة في تحرّك مستمر، ليصعب رصدها أو تتبعها، واليوزباشي شكيب الأزرق العينين، كانت مهمته مد القافلة بالإمدادات وإرسال قافلة وهمية باتجاه سوريا لتضليل فرق المطاردة.

(((بعد أسابيع وعلى مقربةٍ من القدس كانت المرة الأولى التي ألتقي فيها بأزرق العينين، وبالرغم من أنه لا يشبه جودت إلا أنى شككت في علاقة عائلية تجمعهما، وبعد أيام من هذا اللقاء قام بجمعنا وأعدم عربيًا أمام أعيننا)))

عزيز حقي كان في الثالثة والعشرين من عمره حينما رافق عالم الآثار روهان إلى فلسطين، واستقبلهم الملازم حيان وصحبهم إلى الكهف الذي تم اكتشافه بأطراف الناصرة، أذهلهم ما بداخل الكهف، وكاد عزيز أن يُجن لعدم تمكنه من معرفة ما حمله روهان وحيان داخل الصناديق.

كان الهدف حمل الصناديق إلى إسطنبول، ولكن القدر أعدَّ لهم خطة أخرى؛ فبعدما بلغت القافلة محطة القطارات بحيفا تبعتهم قافلةٌ مجهولةٌ إلى المكان نفسه، ثم لحق بها مَنْ يعيدها إلى مرج ابن عامر، ووقع الالتباس بين القافلتين، وتحت تهديد السلاح اضطر روهان وعزيز ومعهما حيان ورشيد لمرافقة الجميع للمرج، وهناك كانت البداية لرحلة الموت والذهب.

عدد القوافل التي توافدتْ إلى مكان واحد والحراسة المشددة أدخلت الخوف والشك على قلبي روهان وحيان، أمَّا عزيز الفضولي فكان سعيدًا لالتباس الفهم الذي ألحقهم جبرًا بالقافلة المجهولة، وشقت القافلة الضخمة طريقها وغرق عزيز في الذهب والدماء والأسرار، تعرَّف بمراد وحسن وحفر ودفنهما، صادَق مالت المخنث الثرثار، وابتعد عن طبيلة العملاق، أحبَّ عبد القادر وسالم، وكَرِه رشيد وسعدون وجمال الدين وخلدون، استغل أحمد شيخه وسلامة، وسخر منه نعمة وجوهر، استعبده الشيخ طبرق، وحرمه خادمه بيبرس من الطعام، أحب فتاة الشيخ نيروز وتقرب إليها، راود رباب المصرية عن نفسها واكتشف أنها لعنة ستطارده إلى الأبد، أحبه جودت وكرِهَه يعقوب، تقرَّب إلى إيليا الأبهق ناقِش الرموز والرسوم بالقرب من مواقع الدفن، راقب فاطمة وحاول أن يكتشف ما تخفيه من كنوز داخل خيمتها، وأمسكه الحارس الزنجي...

ادَّعى البلاهة والباشوية، ولم يكفْ عن التلصص، كان على يقين بعدم نجاة أحد من الذبح بعد الانتهاء من دفن آخر جرة ذهب، وكان بارعًا في استغلال الجميع من أجل النجاة بنفسه ثم العودة لإخراج الذهب...

وكانت البداية في كهف الناصرة!!




٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل
bottom of page